و فيما يلي سيناريو الرحلة كما عاشته الجماهير الأهلاوية، و الكلام على لسان أحد المشجعين، و قد رفض ذكر اسمه:
- الرحلة كانت تسير بشكل جيد جداً، ففي بداية اليوم فور وصولنا تم استقبالنا بشكل جيد جداً في المطار، و بل و كان هناك حفل استقبال نظراً لوصول أكثر من شخص مهم في ذلك اليوم و أبرزهم رئيس الوزراء الكاميروني الذي حضر بطائرته، و للعلم فهذا المطار يتم فتحه يوم واحد فقط في الأسبوع
- الشعب الكاميروني شعب طيب جداً و يمكن أن نطلق عليه شعب "غلبان"، فلم نتعرض لأي مضايقات بأي شكل من الأشكال .. و كان معنا هناك الأستاذ شريف رأفت القنصل المصري و كان ملازماً لنا باستمرار لحل أي مشاكل، و وصلنا و من المطار توجهنا إلى الاستاد و دخلنا المدرج و الأمور كلها تسير بشكل جيد جداً.
- مع بداية اللقاء توجه القنصل المصري للمقصورة، و تابعنا المباراة و احتفلنا بالفوز، و قبل نهاية اللقاء ترك القنصل المصري المقصورة و توجه لمدرجنا للاطمئنان على خروجنا بشكل سليم و بشكل عام أكرر أننا لم نتعرض لأي مضايقات من الكاميرونيين إطلاقاً حتى بعد المباراة.
بعد المباراة ركبنا كلنا الأوتوبيس و توجهنا للفندق و التقطنا صور تذكارية مع اللاعبين و سارت الأمور بشكل جيد جداً و تحركنا بعد ذلك متوجهين للمطار.
- طلعنا سلم الطائرة و دخلنا و أخذنا مقاعدنا، و على الرغم من ذلك فوجئت بالمضيفات تقدم شاي و قهوة للركاب، على الرغم من أن تحركنا المفترض أن يكون خلال دقائق معدودة، و تقديم الشاي و القهوة يعني أننا لن نتحرك قبل 45 دقيقة و توجهت لكابتن الطائرة و سألته و أكد لي أن الأمور تسير بشكل طبيعي دون مشاكل، و بعد إلحاح اعترف لي بأنه لابد من دفع رسوم مغادرة قدرها 22 ألف دولار أمريكي و هو مبلغ يفوق المئة ألف جنيه مصري.
- بعد ذلك "شالوا" السلم و ذهب إلى طائرة اللاعبين ليصعدوا للطائرة، و أصبحنا عالقين في الطائرة لا نستطيع النزول، و بدأنا في الاختناق بعد مرور ثلاث ساعات و ربع و بدأ الأوكسجين في الطائرة في النفاذ و بالتالي قفز العديد منا من الطائرة.
- في تمام الساعة 12 و ربع علمنا أن المشكلة تم حلها و أنه سيتم دفع 8 آلاف دولار عن كل طائرة، و قام أحد محبي الأهلي بتحمل جزء كبير من هذا المبلغ، و وقتها طلبنا أن لا تقلع طائرة اللاعبين و التي تحمل على متنها الكابتن حسن حمدي رئيس النادي و معه سفير مصر في الكاميرون قبل أن تنتهي مشكلتنا نهائياً، و قامت والدة أحد المشجعات بالاتصال بأحد أعضاء مجلس الإدارة و طلبت منه عدم الإقلاع قبل الاطمئنان على طائرة الجماهير و أكد الجميع أن مشكلة طائرة الجماهير تم حلها و أقلعت طائرة اللاعبين في ذلك الوقت.
- بعد إقلاع طائرة اللاعبين بعدة دقائق عادت الأزمة من جديد و طلبوا 22 ألف دولار و هو رقم خزعبلي، و كان الاتفاق في التعاقد على مبلغ ما بين 5 و 6 آلاف دولار رسوم المغادرة، و رفضت سلطات المطار ملء تانك الوقود في الطائرة لأكثر من الثلث فقط خوفاً من أن تقلع الطائرة دون إذن، بل أن البعض بدأ يفكر في أن يقلع الطيار دون إذن و أن يتوجه لبلد قريبة من الكاميرون مثل تشاد مثلاً و بدأت الأفكار تذهب بعيداً و القلق ينتاب الجميع لدرجة كبيرة.
- تعرض أحد المشجعين لإغماء نظراً لقلة الأوكسجين و ظل ملقى على الأرض لمدة تفوق العشر دقائق إلا أن أحد المشجعين يعمل طبيب قام بمعالجته و أنقذ الموقف من ستر الله.
- في النهاية دفعت شركة الطيران 9 آلاف دولار، و دفع صاحب شركة السياحة الأستاذ إيهاب صديق مبلغ ألفين دولار، و أرسلت السفارة المصرية خطاب ضمان بباقي المبلغ و أقلعت الطائرة متجهة إلى مصر بعدما كان الجميع في حالة معنوية تحت الصفر!
أخيراً، نطرح تساؤلاً حول دور السفارة المصرية فيما حدث، و هل من المنطقي أن يغادر سفير مصر في الكاميرون في طائرة الفريق و يترك وراءه كارثة يعيشها المصريين في البلد التي يفترض أنه السفير بها ؟ و إذا كان في موقف مثل ذلك يغيب السفير، فلماذا يتواجد سفير مصري في الكاميرون إذاّ ؟