عزيز عليه السلام

كان (عزيز) رجلا صالحا عاقلا يؤمن بالله وحده ركب يوم على حماره وتوجه الى بستانه الملئ بالثمار
بعد ان ودع زوجته واولاده وخادمته الصغيره
وبعد ما وصل الى بستانه استراح قليلا ثم ملا السله التى معه بالفواكه اللذيذه وتوجه عائدا الى منزله لكنه تاه فى الطريق وضاع !!
وبينما هو كذلك اذ مر على قريه خربه خاليه فيها اثار قوم كانوا يسكومها فماتوا
فلم يبق الا العظام المنخوره والاشجار المفتته فكل ما فى القريه يدل على الموت والدمار
مزل عزيز عن حماره وترك سله الفواكه ثم اخذ يتنقل ماشيا بين اثار هذه القريه ويتاملها
مفكرا: كيف سيحى الله هذه القريه بعد موتها ؟!
وكيف سيجعل من هذه العظام النخره بشرا يوم القيامه؟! كيف سيتم ذلك ؟ّ...
جلس يفكر ويفكر انه مؤمن بذلك لكنه يريد ان يطمئن قلبه بمعرفه الجواب وبينما هو كذلك
اذ به يحس بان جسمه قد وقع على الارض وانه فقد الحركه واذ بقلبه يتوقف عن الخفقان .!!
لقد مات عزيز ومات حماره ايضا لقد اختاره الله تعالى ليعلمه الجواب فيثبت ايمانه ويكون عبره للمعتبرين على مدى الازمان
بقى عزيز مائه عام وهو ميت وصار عظاما نخره وكذلك حماره لكن طعامه و ثماره لم تتغير !!
بحث اهل عزيز عنه طويلا لكنهم لم يجدوه فظنوا بانه مات فحزنوا عليه كتيرا وظلوا يتذكرون صلاحه وتقواه واعماله الخيره وضت السنين فتوفيت زوجته وكبرت خادمته وتزوج اولاده وانجبوا اولادا كتيرين وبعد مرور مائه عام اراد الله احياء عزيز بعد موته فامر عظامه فاجتمعت وكسيت لحما فاستوت خلقته
ثم نفخ الله فيها الروح فقام ونفض الغبار عن ثيابه
ثم اخذ يبحث عن حماره و طعامه فوجد طعامه كما تركه لكن ؟ اين الحمار ؟!!
عندئذ ارسل الله له ملكا على هيئة بشر ليساله : هل تعرف يا عزيز كم بقى جسمك فى هذا المكان دون ان يتحرك ؟!
فاجاب عزيز : لقد نمت يوما او بعض يوم
فقال الملك : بل لقد نمت منذ مائة عام وبلى جسمك وتفتت عظامك ثم احيام الله القادر على كل شئ ...!
تعجب عزيز مما سمعه
فقال الملك : لقد تغيرت البلاد فى مده موتك ومات اناس كثيرون من من تعرفهم ويعرفونك
هذا جواب سؤالك الذى سالته قبل موتك
وستجد تتمه الجواب انظر الى طعامك وشرابك لم يتغيروا ..!!
وانظر الى حمارك كيف صارت عظامه نخره باليه ثم تامل كيف سيبعثه الله عز وجل الى الحياه مره اخرى ...؟؟؟
مظر عزيز الى عظام الحمار المبعثره فأذا بها تتجمع ويكسوها الله لحما من جديد وبعد قليل نهض الحمار ووقف امام صاحبه
ذهل عزيز
و تاكد من انه عرف الجواب كاملا ثم قال بصوت المؤمن الواثق : اشهد ان الله على كل شئ قدير
ركب عزيز حماره وبصعوبه بالغه عرف الطريق الى منزله لاسيما ان كل شئ تغير حوله
طرق الباب ففتحت له امراه عجوز عمياء عمرها يزيد على مائه عام
فسالها :اليس هذا منزل عزيز ؟
فاجابت : بلى ولكن لما تسال عنه وقد نسيه الناس منذ زمن بعيد ..؟؟!!
فقال لها : انا عزيز لقد اماتنى الله مائه عام ثم بعثنى
فدهشت ثم قالت: فاذا كمن عزيزا فادع الله ان يشفينى ويعيد الى بصرى ........ دعا عزيز ربة . فشفيت وعاد اليها بصرها
فاقبلت نحوه تقبل يديه
ثم اخبرته بوفات زوجته وانطلقت تخبر من بقى من اولاده حيا وقد زادت اعمارهم على مائه سنه
فلما راوها قويه مبصره دهشوا وتعجبوا !!
اخبرتهم الخادمه بخبر ابيهم فاسرعوا اليه وعندما راوه ما زال فى سن الخمسين عاما
انكروه وقالوا : لست ابانا فان ابانا فقدناه منذ مائه سنه فاخبرهم القصه لكنهم لم يصدقوا فقال احدهم نوجد شاما فى كتف ابى اعلمه منها
فكشف لهم عن كتفه فوجدوا الشامه وعلموا انه ابوهم حقا فاقبلوا نحوه يقبلونه
وجاء الناس ليستمعوا الى قصته ويؤمنوا بقدره الله جل شانه