اكتب اليوم رسالتى الى الحب نفسه ليس الى العاشق او الى المعشوقه....
رســـالـــة الى الـــحــــب
إليك أيها الحب أرسل رسالتي هذه، عسى أن تعلم ما تسببه من مشاكل ومتاعب
للناس·
يا سيد المشاعر، ما لك تأسر الناس بك؟، وتعذبهم وتعلقهم حتى يدمنوك؟ ما بك
تسحبهم نحوك، ليقعوا بين يديك ضحية تلو الأخرى....
كيف تصنع شباكك؟ شباكك التي لا تقع عيني الناظر عليها إلا ويسرع إليها،
ليكون فريسة أعمالك الشريرة·...
لماذا لا تكون اسماً على مسمى؟ سموك الحب مع أن القسوة تملأك، سقيت مئات
ضحاياك سمك القاتل، فبدأوان يموتون ميتتهم
البطيئة، يموتون بعذاب·· عذابك·· عذاب الحب·
أجبني أيها الحب، متى ستقلع عن عاداتك السيئة، وتصبح حباً بمعنى الحب، متى
ستندم على القلوب التي حطمتها وجرحتها،
متى ستبني قصراً جميلاً بدل كوخك المتهدم القديم؟ متى سيصبح طريقك، طريقاً
مزهراً، لا مليئاً بالأشواك يتعثر كل من يمشي
فيه·
لم لا تكون صريحاً وصادقاً؟!، لم لا تكون حباً لطيفاً مريحاً؟ من يعيش فيك
يتذوق الحياة بطعمها الأفضل·· ويراها بلونها
الأجمل، لم لا تكون حباً عادلاً ومنصفاً، يرتدي زائروك الملابس الزاهية،
ويمشون بفرحة وسعادة، متى سنراك تعلو بكل
معانيك السامية، لينعم كل الناس بعطفك ويتظللوا بظلك، متى ستكون شريفاً
مخلصاً، متى ستبتسم لنا ونراك بوجهك الضحوك
تقترب، ولكن ضحكتك تكون صافية، تدل على الخير، متى ستأتي لتبشرنا بأنك
تغيرت، وعدت الى عهدك السابق، بكلماتك
الناعمة، وصورك المشرقة، ومعانيك الصادقة، متى سيأتي ذلك اليوم الذي يلتف
حولك كل الناس كأنهم الأسماك وأنت ماؤهم
الدافئ الذي لا يقدرون على فرقه؟!
ألم تسأل نفسك يوماً لماذا يتحاشاك العاقلون؟ ويبكي بسببك العاشقون؟ هل
سألت نفسك هذه الأسئلة؟ أشك أنك فعلت ذلك لو
أنك سألت نفسك لوجدت الإجابة، لأنك تغيرت، تغيرت ولن تعود إلى سابق عهدك
إلا إذا تغيروا·· هم ضحاياك·
قبل الرحيل: آسف أيها الحب لأنني أضعت وقتك، ولكن يبدو أنني أرسلت الرسالة
الى الشخص الخطأ، والشخص الصحيح هم
·· ضحاياك،
فاعذرني·
وتقبل تحياتى ايها الحب