يواصل رجال القوات المسلحة العمل على ازالة آثار حادث الانهيار الصخرى بمنطقة الدويقة، حيث تمكن المهندسين العسكريين من قطع شريط السكة الحديد وفتح ثغرات يصل عرضها الى 20 مترا لتسمح بمرور المعدات الثقيلة والحديثة للقوات المسلحة والتى وصل عددها الى 35 معدة ثقيلة من اوناش عملاقة تصل حمولتها الى 160 طنا، ولودرات وعربات قلاب وحفارات وبلدوزرات وضواغط هواء وعربات انقاذ واطفاء وعربات اسعاف وفناطيس مياه الى المنطقة المنكوبة لازالة آثار الحادث.
كما قامت القوات المسلحة بانشاء معسكرات ايواء عاجلة للمتضررين بحديقة الفسطاط بمصر القديمة وتوفير وسائل لنقل المتضررين الى المعسكرات وتوفير كافة سبل الاعاشة لهم من نقطة طبية لتقديم المساعدات الطبية العاجلة واغذية وكهرباء ومياه وصرف صحى ومسجد، وتم حتى الان تسكين 110 اسرة من اسر المنكوبين والذين تم اخلاء منازلهم تحسبا لانهيارات جديدة وتخصيص عربات للعمل مع العائلات لقضاء حوائجهم اضافة الى تقديم وجبات ساخنة للافطار والسحور للاسر داخل المعسكر وللافراد الذين مازالوا فى منطقة الحادث طوال شهر رمضان الكريم، وجارى الاعداد والتجهيز لانشاء معسكر جديد بعين الصيرة لاستيعاب الاسر المتضررة وتعتبر هذه المعسكرات مرحلة انتقالية لحين
توفير المساكن البديلة للمتضررين.
ومازالت جهود رجال البحث والانقاذ للقوات المسلحة مستمرة فى عمليات رفع الصخور، وبرغم الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة وضيق الطرق الا انهم يواصلون جهودهم لاستخراج الاحياء من تحت الانقاض وتقديم المساعدات الانسانية ورفع آثار الحادث عن المنكوبين، ويأتى ذلك فى اطار توجيهات الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة.
وقامت جمعية الهلال الأحمر-بناء علي توجيهات السيدة سوزان مبارك- بإرسال معونات عاجلة للمصابين والمضارين بالحادث، وقد قرر الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه لأسرة كل متوفي، وألف جنيه لأسرة كل مصاب.
وعلي صعيد متصل-كما ذكرت صحيفة الاهرام في عددها الصادر الاثنين- بدأت النيابة تحقيقاتها في الحادث، واستمعت لأقوال المقاول الذي كان يقوم بعمليات تهذيب للصخور أعلي المنطقة الجبلية, وأمرت بإخلاء سبيله علي ذمة التحقيقات, كما أمرت بتشكيل لجنة من الخبراء الجيولوجيين لفحص المنطقة, وإعداد تقرير عن سبب الانهيار.
ارتفع عدد ضحايا حادث الانهيار الصخرى الذى وقع على مجموعة من المنازل العشوائية بمنطقة الدويقة السبت إلى 34 قتيلا و 53 مصابا.
وذكر آخر بيان صدر مساء الاحد عن وزارة الصحة والسكان أن إجمالى المصابين الذين خرجوا من المستشفيات بعد الإطمئنان على حالتهم الصحية واجراء الإسعافات الازمة لهم بلغ 30 مصابا وأن عدد الحالات المحجوزة حاليا بالمستشفيات هى 23 مصابا تحت العلاج.
وأوضح البيان أن عدد الحالات المحجوزة حاليا بمستشفى الحسين الجامعى 10 حالات، فيما خرجت 14 حالة بعد تحسن حالتهم، بينما يحتجز بمستشفى الزهراء 10 حالات، فيما خرجت 7 حالات.
أما فى مستشفى البنك الأهلى فقد خرج 6 مصابين بعد تحسن حالتهم، وتوجد حالتان تحت العلاج، وخرجت جميع الحالات من مستشفى القاهرة الفاطمية الجديدة وعددها حالتان، كما خرجت الحالة الوحيدة التى استقبلتها مستشفى الشرطة بالعجوزة، فيما لا تزال الحالة التى استقبلتها مستشفى مبارك العسكرى تحت العلاج والملاحظة.
ويتابع فريق الأطباء المشرف على علاج المصابين حالتهم بالمستشفيات بإجراء كافة الفحوصات اللازمة لهم والتأكد من توافر كافة وسائل الرعاية الطبية اللازمة لهم وتوفير كافة احتياجاتهم وذلك حتى اتمام شفاؤهم وخروجهم جميعا من المستشفيات والحالات التى يتقرر خروجها هى الحالات التى اطمأن على استقرار حالتها.
وأشار البيان إلى أن عدد الجثث المتبقية بعد تسليم الجثث إلى ذويهم 5 جثث بمشرحة النيابة العمومية كما تم تحويل جثة واحدة و 23 مصابا إلى مسشتفى الحسين الجامعى يخضع 9 منهم للعلاج فيما خرج 14 لتحسن حالتهم واستقبل مستشفى البنك الأهلى 5 مصابين خرجوا بعد تحسن حالتهم كما استقبل مستشفى القاهرة الفاطمية مصابين خرجا بعد تحسن حالتهما فيما استقبلت مشرحة زينهم 24 جثة ."مشرحة زينهم" جارى تسليمهم لذويهم.
وأضاف البيان أن حالات المصابين كانت ما بين كسور واشتباه نزيف داخلى إلى خدوش وكدمات متفرقة، مشيرا إلى أن جهود البحث والإنقاذ لاتزال مستمرة، حيث يوجد بموقع الحادث فريق الطوارىء، وكذلك 30 سيارة إسعاف جاهزة لاستقبال أى مصابين أو وفيات يتم خروجها من تحت الأنقاض.
كما تم تجهيز مستشفى معهد ناصر ومستشفى البنك الأهلى لاستقبال أية حالات إضافية فى حالات خروج مصابين من تحت الأنقاض، وتم تشكيل غرفة طوارىء مسئولة عن متابعة الحادث وإصدار التقارير والبيانات بصورة دورية (كل ساعة).
وقد تم تشييع جنازة تسعة من أبناء الفيوم من قرية (بنى صالح) من ضحايا حادث الدويقة فجر اليوم "الأحد" هم قرنى عبد التواب فرج مساعد شرطة وحسام قرنى عبد التواب "23 عاما" ورشا قرنى وأولادها أيمن رمضان "7 أعوام" وشروق رمضان "3 أعوام" وملك رمضان "عام واحد" ومحمد علاء عبد العظيم "عام واحد" وإيمان أبو الحارث وطفلها مروان " 7 أيام".
وقد شارك د.جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم واللواء محمد السعيد مدير الأمن وعدد من القيادات الشعبية فى تشييع الجنازة.
وقرر المحافظ صرف إعانة عاجلة قدرها 5 آلاف جنيه لكل حاله وفاة إلى جانب التعويضات الأخرى التى أصدر الرئيس مبارك توجيهاته لصرفها للضحايا.
وقد أصدر محافظ الفيوم توجيهاته للواء محمد توفيق البنان السكرتير العام ومحمود الشاذلى وكيل وزارة التضامن الإجتماعى وأجهزة المحافظة لإنهاء إجراءات صرف المساعدات ودفن الضحايا فورا وعمل الأبحاث الإجتماعية اللازمة لمعاونة هذه الأسر.
والجدير بالذكر أن أغلب هذه الأسر نزحت من القرية للبحث عن عمل بالقاهرة حيث أستقرت بهذه المناطق العشوائية.
وبدأت المعدات المتوسطة والأوناش الخفيفة فى تفتيت وإزالة الكتل الصخرية الموجودة بمنطقة الحادث لمساعدة قوات الحماية المدنية على استكمال عملهم فى البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض وذلك بعد تعذر دخول الأوناش والرافعات العملاقة التى يتطلب دخولها هدم مجموعة من المنازل لافساح الطريق أمامها ..لكن رفض أصحاب المنازل فكرة الهدم قبل أن يتسلموا فعليا شققا بديلة.
وقد قام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان بزيارة المصابين في حادث الدويقة بمستشفى الحسين الجامعي السبت.
واطمأن الجبلي على حالة المصابين الصحية واطمأن أيضا على تقديم أقصى رعاية طبية وصحية لهم وتوفير كافة الإمكانات والفرق الطبية اللازمة لإسعاف ورعاية المصابين .
و قد قام بعض المواطنين بأخذ اقاربهم من الضحايا القتلى والفرار بهم من موقع الحادث خشية ان يتم تحويلهم الى مشرحة زينهم.
وأكد وزير الصحة والسكان في تصريحات له أن وزارة الصحة معنية بصحة كل مواطن مصري على أرض مصر وتؤكد مسئوليتها عن هذا المواطن فى كافة مراحل تقديم الخدمة الصحية له في أى مستشفى سواء كان ذلك فى مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية أو أي مستشفي آخر خاصة فى حالة وقوع حوادث أو كوارث لاتحتمل ضياع أي وقت يمكن أن يعرض حياة المواطن للخطر.
وقال الدكتور حاتم الجبلي إن وزارة الصحة تبادر بوضع كافة إمكاناتها تحت تصرف المستشفيات التى استقبلت المصابين في حادث الدويقة سواء من حيث الأطقم الطبية أو أطقم التمريض أو أية أجهزة ومستلزمات طبية قد تحتاجها تلك المستشفيات للإسراع في إنقاذ حياة أكثر عدد ممكن من المصابين الذين تم تحويلهم لتلك المستشفيات مشيرا أن وزارة الصحة لاتفرق فى ذلك بين مستشفياتها أو المستشفيات الجامعية أو أية مستشفيات أخرى من أجل سلامة المواطنين وضمان تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لهم.
5 آلاف جنيه من محافظ الفيوم لأسر الضحايا
قرر الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم صرف مساعدة عاجلة قدرها 5 آلاف جنيه لكل حالة وفاة من أبناء الفيوم الذين راحوا ضحية الحادث.
وقد شيعت قريه بني صالح بالفيوم فجر الأحد جنازة تسعة من أبنائها حتى الآن وتقدم المشيعين المحافظ واللواء محمد السعيد مدير الأمن والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.
وصرح السيد الطيب مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بالمحافظة أن معظم الوفيات من أبناء الفيوم الذين كانوا يقيمون مع ذويهم بالمنطقة ويقدر عددهم بأكثر من 20 ضحية.
صباح الأحمد يعزي مبارك في ضحايا الدويقة
بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح برقية تعزية ومواساة الى الرئيس مبارك في ضحايا انهيار الكتل الصخرية بجبل المقطم.
وقال الديوان الأميري في بيان صحفي الاحد ان الشيخ صباح الأحمد اعرب في برقيته عن خالص تعازيه وصادق مواساته سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء.
كما بعث ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد ببرقيتي تعزية مماثلتين.
كما اعربت السفارة السودانية عن خالص الاسى والعزاء فى حادث حادث الانهيار الصخرى فى منطقة "الدويقة " شرق القاهرة والذى راح ضحيته عدد من المواطنين ما بين قتيل وجريح .
وقال السفير عبد المنعم محمد مبروك سفير السودان لدى مصر فى تصريح له الليلة انه باسمه وباسم اعضاء السفارة يتقدمون لمصر حكومة وشعبا بأحر التعازى للضحايا ومعربين عن الامل فى أن يشفى الله المصابين فى هذا الحادث ويعودوا الى اهلهم سالمين بعد اكتمال الشفاء العاجل .
برلمانيون يطلبون بعقد اجتماع للجنة الاسكان
تقدم عدد من أعضاء مجلس الشعب من الأغلبية والمعارضة والمستقلين بأسئلة وبيانات عاجلة الى الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس المجلس يدعون فيها الى عقد اجتماع عاجل للجنتى الاسكان والمرافق والادارة المحلية بالمجلس لمناقشة تداعيات الانهيار الصخرى فى منطقة الدويقة بالقاهرة وكيفية مواجهة هذه الازمة.
وأكد النواب أهمية حضور وزير الاسكان المهندس أحمد العزبى والسيد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية هذا الاجتماع للتعرف على خطة الحكومة وبرامجها لمواجهة مشكلات المناطق العشوائية ومساكن الايواء وكيفية تقديم المساعدات المالية والعينية للمتضررين.
وأثنى النواب على الجهود الكبيرة التى تبذلها القوات المسلحة وأجهزة الدفاع المدنى لانقاذ المتضررين وتقديم المساعدات لهم فى محنتهم.